أفق جديد للحديث والحوار والمناظرة
الدوحة – مركز مناظرات قطر
اختتمت يوم الثلاثاء 30 مايو 2023 فعاليات المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار، الذي نظمه مركز مناظرات قطر على مدار يومين في العاصمة القطرية الدوحة. والذي انطلق على مدار يومين بحضور كريم من سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي و نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر- وتجمع لفيف من أصحاب السعادة والوزراء وكبار الشخصيات ونخبة من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدرسات العليا والضيوف.
وقد تواصلت أعمال اليوم الختامي بعقد عدد من الجلسات ركزت في محاورها على القضايا البحثية وأهمية المناظرة كأداة لتعليم مهارات القرن العشرين وتوقيع 6 مذكرات تفاهم مع جهات ومؤسسات عربية وعالمية وكان الختام مع واحة الحوار بعنوان سيولة العلاقات الإنسانية: صمود الأسرة أمام تحديات العولمة.
تكريم أدعم المناظرات
مبادرة جديرة بالتقدير وضمن فعاليات المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار أقام مركز مناظرات قطر حفل تكريم وعشاء أدعم المناظرات، بحضور راعي الحفل سعادة وزير الرياضة والشباب السيد / صلاح بن غانم العلي والدكتورة حياة عبد الله معرفي – المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر- وعدد من المدعوين وأولياء أمور المتناظرين وذلك مساء يوم الاثنين 29 مايو 2023.
احتفل المركز بأكثر من 50 متناظراً من ممثلي دولة قطر على مرِّ الخمسة عشر عاماً، وبهذه المناسبة قدمت الدكتورة حياة معرفي كلمة مليئة بعبارات الشكر والتهنئة لهؤلاء الطاقات الشبابية على تمثيل دولة قطر خير تمثيل في المحافل العالمية، كما قدمت كلمات شكر وتقدير لأولياء الأمور الداعم الأهم.
هذا وقد عبر المتناظرون عن سعادتهم بهذا التكريم واللقاء مع زملائهم بعد هذه السنوات والحديث عن تجاربهم والمواقف الطريفة التي مرت بهم وما لعبه المركز من مرتكزات إيجابية سارعت في دعم طموحهم على المستويين الأكاديمي و المهني.
ومن بين المكرمين سفيرة المركز المتناظرة موزة الهاجري التي تدرس حالياً في جامعة جورج تاون قطر وزميلاتها أسمهان إحدى أعضاء أكاديمية النخبة للمناظرات والعنود آل ثاني الفائزة من بين أفضل متحدثي البطولة في فلندا و الآن هي مدربة مناظرات للفرق الوطنية. كل هذا وأكثر فقد حصل أدعم المناظرات على ألقاب كثيرة في البطولات التي شاركوا فيها ، ورفعوا علم وطنهم في المحافل العالمية.

مذكرات التفاهم
يفخر مركز مناظرات قطر ببناء علاقة مع مختلف المؤسسات والجامعات وفتح آفاق التعاون لتحقيق أهداف مشتركة تتمثل بنشر فن المناظرات وتعزيز مهارات الحوار وبناء مهارات حياتية وقيادية لدى الشباب، إضافة إلى تنظيم البطولات والفعاليات الخاصة بالمناظرات وإقامة البرامج التدريبية المتنوعة. كما يتطلع المركز لشراكة حقيقية بهدف تعزيز وتفعيل خطط العمل وتبادل الخبرات وإطلاق برامج مشتركة، وذلك عبر توقيع اتفاقيات تعاون تمهد الطريق لاستراتيجية بنّاءة.
هذا وقد وقعت الدكتورة حياة عبد الله معرفي – الرئيس التنفيذي لمركز مناظرات قطر- عدد من اتفاقيات التعاون على هامش المؤتمر مع :” مؤسسة ولي العهد في المملكة الأردنية الهاشمية، المؤسسة التي تتولّى مهمّة الإشراف على تنفيذ مبادرات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنيّة الهاشميّة والتي تعمل على تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج الشبابية الرائدة والهادفة إلى تمكين الشباب الأردني وتوجيههم للمشاركة في خدمة وتطوير مجتمعاتهم ويمثلها من الجانب الأردني الدكتورة تمام منكو المدير التنفيذي للمؤسسة.
والثانية مع معهد الجزيرة للإعلام هذه المؤسسة الأبرز لتعزيز المعرفة والتدريب في مجال الإعلام في دولة قطر وتمثلها الرئيس التنفيذي السيدة إيمان العامري. أما الثالثة فكانت مع مؤسسة التعليم فوق الجميع وهي أحد البرامج المهمة التي سعت لتنفيذها مؤسسة التعليم فوق الجميع برنامج الفخورة ، والذي يعمل على تعزيز الحق في التعليم في الدول خلال النزاعات وما بعد النزاعات. أسهم مركز مناظرات قطر في تقديم برنامج تدريبي مع برنامج الفخورة لمدة ٦ اسابيع، يحتوي على مهارات التناظر الأولية ومهارات التقديم ومهارات التحكيم وورش اثرائية متخصصة في مجالات مختلفة مثل البيئة والحقوق والقانون يمثلها طلال الهذال مدير إدارة المخاطر والمتابعة في في مؤسسة التعليم فوق الجميع.

و قام السيد عبدالرحمن السبيعي – مدير إدارة البرامج بمركز مناظرات قطر- بتوقيع اتفاقية تفاهم مع جامعة ويندسور في كندا، والتي تتضمن التعاون في المجال البحثي مع مركز البحث المتخصص في تدريس مقرر الاستدلال والبلاغة والحجاج، ويمثلها الدكتور بيير بولوس أستاذ مساعد في التفكير النقدي ، منتسب خبير بمركز مناظرات قطر وعضو في برنامج زمالة مناظرات قطر ،وله دور فعال في تنظيم هذا المؤتمر – جزيل الشكر للدكتور بيير.
وتوقيع مذكرة تفاهم مع “جامعة لويفيل “الشريك الجديد في برنامج مناظرات الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعمل على دمج المناظرة في الفصول المتخصصة بتدريس اللغة العربية ،كما ساهمت بإعداد منهج لتطبيق المناظرات بالتعاون مع مركز مناظرات قطر ،ويمثلها الدكتور خلدون الموصلي – منسق برنامج اللغة العربية ، عضو هيئة تدريس في برنامج قسم الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية وقد تقدم المركز بشكر الدكتور ديفيد أون عميد كلية الآداب والعلوم بالجامعة.
وكانت المذكرة الأخيرة مع جامعة يوتا والتي تعد من أوائل الجامعات التي انضمت إلى برنامج مناظرات قطر بالولايات المتحدة الأمريكية وقد شارك طلبتها في البطولات الدولية منذ سنة 2013، يمثلها البروفيسور كريس والأستاذة شيرين صلاح رئيس برنامج اللغة العربية في الجامعة . جزيل الشكر والتقدير إلى عميد كلية العلوم الانسانية الدكتور دين هوليس.
السيد عبد الرحمن السبيعي مدير إدارة البرامج في مركز مناظرات قطر
من جانبه صرح السيد عبد الرحمن السبيعي :”اليوم الحراك الثقافي الكبير نراه مع مركز مناظرات قطر والمبادرات المتنوعة التي يقدمها هي بالأصل لتدريب الشباب القطري على مهارات المناظرة والحوار.”
“وبفضل الله أولاً والبرامج الشبابية بين المركز والمؤسسات الأخرى أقولها وبكل ثقة أن دولة قطر تمتلك أفضل المتحدثين من ناحية المستوى والأسلوب والمعرفة، فقد تخرّج من المركز العديد من الشباب المميز كمتحدثين بارعين ، أذكر على سبيل المثال البرنامج المشترك مع وزارة الشباب والرياضة.”
“الوعي أصبح أكبر عند الشباب ولمجاراة هذا الوعي أطلق مركز مناظرات قطر هذه المنصة لدراسة الأبحاث التي يمولها المركز وتم عرضها في المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار أو من خلال زمالة مناظرات قطر، قياس الأثر سيساعدنا أكثر في استقطاب الشباب وتوعيتهم بأهمية مجال المناظرة والحوار لمستقبلهم.”
واحة الحوار / العلاقات الاجتماعية والأسرية
تحت عنوان سيولة العلاقات الإنسانية: صمود الأسرة أمام تحديات العولمة ناقشت الحلقة الخامسة من واحة الحوار قضية من أكثر القضايا إلحاحاً لكل الطبقات المجتمعية في العالم البسيط والغني، والمتعلم وقليل التعلم، وهي قضية الأسرة وكيف نستطيع مواجهة كل هذه المتغيرات العالمية والتي قد يشعر البعض بأن هناك من يقف مؤلباً لإضعاف الروابط الأسرية، وتحدث المتحاورون حول تشخيص المشكلة من مناظير مختلفة كالمنظور الاجتماعي والسياسي والنفسي وهل هناك ضعف في الروابط الأسرية وما هو السبب.
أدار الحلقة الدكتور المعتصم المعمري- طبيب الطب السلوكي، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية وهو متناظر سابق حيث عبّر عن سعادته بأفق جديد يطلقه مركز مناظرات قطر للحديث والحوار والمناظرة ولكن بنفس أكاديمي وترسيخ علمي، موضحاً أن مشاركته في إدارة الحوار كون الحديث يمس علم النفس والطب السلوكي وهو بالمقابل متعلق بالعلوم السياسية وشكل من أشكال المناظرة وإن كانت بصورة مختلفة.
مشيداً بضيوف الواحة الذين جاؤوا من خلفية علمية راسخة جداً ولهم شهرتهم في الوطن العربي وقد تم ترشيحهم بعد فرز لأسماء عديدة جداً ارتكزت على الإسهامات المباشرة في قضايا المجتمع والأسرة وليس على التخصص فقط.
الدكتورة هبة رؤوف عزت: أستاذة مساعدة في العلوم السياسية في معهد تحالف الحضارات – جامعة ابن خلدون – إسطنبول، تركيا. تُدرس أيضًا في أقسام العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة ابن خلدون، تغطي كتاباتها الأكاديمية موضوعات واسعة تشمل الفكر السياسي الغربي الكلاسيكي والحديث، والنظرية السياسية الإسلامية، والمرأة والسياسة ، والمجتمع المدني العالمي ، والسياسة الحضرية ، والمدن والمواطنة ، وسياسة الشرق الأوسط.
والدكتور حسين محادين: أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة، الأردن، متخصص في علم اجتماع التنمية وقيم العمل تحديدا، صدر له ثمانية كتب متخصصة في علم الاجتماع والثقافات العامة، وكان عميد كلية العلوم الاجتماعية السابق في جامعة مؤتة. عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب. لهما منشورات ودراسات وترجمات في هذه الأطر كذلك لديهما مجالات علمية متقاطعة في الاجتماع والسياسة وآراء مختلفة حول الأسئلة التي طُرحت.
وأوضح د.المعتصم بأن الجزء الأول من الواحة وبعد الحوار المفصل عن الأسرة والمجتمع والعولمة كان هناك بعض المدخلات للجمهور وآراء الشباب التي تم رصدها مسبقاً في مقطع مسجل، أما الجزء الثاني من الحلقة فكان الحوار عن المستقبل وماذا يمكننا أن نفعل غداً وهل نرتكز على منظومة إسلامية ؟؟ وهل هي جاهزة ؟؟ أم تحتاج إلى تطوير أكثر ؟؟
هل نستطيع أن نستفيد من الحراك القيمي في الدول الغربية ؟؟ أم أنها لاتناسبنا وهل القيم إنسانية تصلح لأي شخص وبأي عصر ؟؟؟ وجاءت الإجابات متباينة بشكل كبير.

مخرجات واحة الحوار
أكد الدكتور المعتصم بأنه يؤمن أن الخطوة الأولى لأي حل ومشكلة هو الاعتراف بوجود هذه المعضلة وكخطوة تالية التشخيص بشكل دقيق والبحث عن آثار عملية يمكن أن نتعاون لمواجهة التحدي،
وقد تم خلال الساعة والنصف التوافق حول بعض الأرضيات لكن التحدي موجود وإن اختلفنا بالمسببات إلا أنه يمكن أن نضعه في أطر تناسب مجتمعنا العربي،
منوهاً إلى ناحية القيم فهناك رؤية متزنة حول استثمار خصوصية القيم في الوطن العربي وكذلك القيم الإسلامية ولكنها تحتاج إلى إعادة إنتاج خطاب يصل إلى الشباب بشكل جيد،
وهذه من المكاسب الكبيرة لكي يضطر الناس لاختيار أحد الخيارين إما التوجه شرقاً أو غرباً وإما للمنطقة الوسطى .
الوقت ليس طويلاً لكنه كافٍ لإثارة الأسئلة والخروج بتساؤلات نبحث عنها لاحقاً.
ومن جانبها قالت الدكتورة هبة رؤوف عزت – :” من نواتج الجلسة التأكيد على أهمية إعداد المقدمين على الزواج في دورات متخصصة، وتوعية الآباء والأمهات بأهمية الحوار والنقاش والتفاهم.. وتضمين قيم الأسرة ودورها في المناهج التعليمية، والحفاظ على دور الدين كمرجعية وتنقية الثقافة من أفكار الغلو وحمايتها من الأفكار المعادية للأسرة التي تكرس الفردية المطلقة خارج سياج الاخلاق وتهدد السِلم الإجتماعي.”
بدوره أكد أ.د. حسين محادين أن الحوار كان على درجة عالية من الغنى والتنوع والمجيالة ومن مخرجات هذه الجلسة الحفاظ على الأسرة وضرورة تعميق الحوار اليومي بدءاً من رأس الهرم الذي يمثله معيل الأسرة الأب والأم لاسيما بعد تسيّد التكنولوجيا،
وأضاف الدكتور حسين :” اتسمت الجلسة بالتشخيص العلمي الدقيق وقدمت مقترحات لتخفيف معاناة الأسرة العربية بين ثنائية المحلية والعالمية في هذا المجتمع الكوني الجديد لإعادة النظر في مقدمات بناء الأسرة وهنا يكمن دور العلماء والمهتمين
وهذه نقطة إيجابية تُسجل لمركز مناظرات قطر الذي اختار قضية ملحة وفتح المجال من خلال الواحة لتوليد الأسئلة رغم تباين الآراء.
تكريم أعضاء أكاديمية النخبة
حفل اليوم الثاني من المؤتمر بتكريم أعضاء أكاديمية النخبة المرحلة 4 بعد المرور بأربع مواسم امتددت لعامين ، والتي تأسست بهدف تهيئة المنتسبين كمدربين ومحكمين لتنفيذ الخطط المستقبلية،
كما قدم المركز ورش إثرائية قدمها متخصصون في مجالات مختلفة، حول حرية الإعلام وسوق العمل والبطالة وقضية الشؤون الدولية والعلاقات السياسية ولجنة التعليم واختتمت بورشة مرتبطة بقوانين الجنسية ،
تُعد أكاديمية النخبة فرصة لترسيخ فكرة نشر المناظرات بأساليب متطورة ودفع عجلة مجتمع المناظرات حول العالم لبناء معلومات سليمة وصياغتها بآليات حضارية.
الجلسة الختامية
بالتعاون مع مركز أبحاث المناظرة وأخلاقيات الحجاج ، جامعة ابن خلدون في تركيا كانت الجلسة الختامية حول مفهوم المناظرة بين الماضي والحاضر وقدم الدكتور عبد الجبار الشرفي من جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان كلمة اللجنة العلمية.
الجلسات المتوازية

حفل اليوم الثاني من المؤتمر أيضاً بأربع جلسات تخصصية متوازية ترأسها كل من د. أزندور كوتشوكورال ناقشت الحجاج في السياق السياسي، وجلسة حول فلسفة الحوار ومسألة الهوية الدينية فقد ترأسها د. زهير المدنيني ، أما جلسة المناظرة كأداة تعليمية قدمها د. يحيى محمد والجلسة الختامية خصصت للحديث عن المناظرة في التراث الإسلامي – من منظور تاريخي.
برئاسة الدكتور علي السند – أستاذ في الدراسات الإسلامية – دكتوراه في الفلسفة الإسلامية -إعلامي كويتي ومقدم برنامج موازين في قناة الجزيرة- والذي صرح بأن المؤتمر تتويج لعمل سنوات طويلة لمركز مناظرات قطر وتكمن أهميته للشباب الخليجي والعربي والإسلامي بشكل عام لأنه يُعيد الاعتبار لقيمة ومفهوم المناظرات مرة أخرى.
وتابع الدكتور علي :” مفهوم المناظرة على مدى التاريخ الإسلامي كان معتبراً وبسببه تشكلت العديد من العلوم فكانت المناظرة عنصراً فاعلاً في تشكل العلوم, لكنها في آخر 100 سنة ضعف اهتمام المسلمين بهذا العلم واليوم بفضل الله ومركز مناظرات قطر يعود بوجه وحلة جديدة وبتعمق أكثر وبمواكبة الحجاج.
والإضافة الجديدة في هذا المؤتمر يُعيد الاعتبار كمادة بحثية وموضع يُبحث ويتم التوسع فيه وتناوله من جوانب متعددة وتناول المناظرة في مختلف العلوم.
اترك تعليقا