حيث تجتمع العقول لإثراء المعرفة في مجال الحوار والمناظرة.
الدوحة – مركز مناظرات قطر
شهدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني – نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة – يوم أمس الاثنين 29 مايو افتتاح المؤتمر الدولي الأول للمناظرة الحوار 2023 الذي ينظمه مركز مناظرات قطر ويستمر لمدة يومين بمركز قطر الوطني للمؤتمرات ،بمشاركة 800 شخص من مختلف أنحاء العالم.
كما حفل الافتتاح الذي قدمته سفيرة المركز من قطر موزة الهاجري حضور لفيف من أصحاب السعادة والوزراء وكبار الشخصيات، وقد جمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين والباحثين ومنتسبو برنامج زمالة مناظرات قطر، وأعضاء أكاديمية النخبة وسفراء المركز وطلبة ماجستير فن المناظرة والفقه المقارن، إضافة إلى مدربي المناظرات والتربويين والمتناظرين.
سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني
قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، في كلمة لها بالمناسبة :”يهدف المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار الذي ينظمه مركز مناظرات قطر إلى بناء جيلٍ شاب متمكن ومؤثر في مجال الفكر والحوار، كما أنه يُسهم في إعداد العقول والكفاءات الشابة لمواجهة التحديات المستقبلية، إذ أنه يعتبر فرصة قيمة للشباب للتفاعل وتبادل الأفكار مع الخبراء والاطلاع على أفضل البحوث والنقاشات المتخصصة في مجال المناظرة”.
سعادة السيدة لولوة الخاطر
ومن جهتها أوضحت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر- وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية: “بأن الحوار كان حاضراً في كافة العلوم والفنون لمختلف الحضارات والأمم، فما كان للفلسفة أن تزدهر في التاريخ اليوناني القديم لولا المناظرة، وما كان لعلم الكلام أن ينشأ في تاريخنا الإسلامي لولا المناظرة.”
“لذا لا يمكننا أن نذكر تطور الفقه إلا بذكر المساجلات بين أهل الرأي وأهل الحديث ،أو أن يأتي ذكر الشعر ولا نقف وقفات على المعارضات الشعرية لجرير والفرزدق والأخطل.”
ونوهت سعادتها إلى حركة الترجمة وانتشار الصحافة المطبوعة في العصر الحديث: “هناك وقفات ووقفات.. بين الإمام محمد عبده والمفكر المستشرق الفرنسي رينان، وفي التاريخ الأقرب تلك الحرب الفكرية الطويلة بين جورج طرابيشي ومحمد عابد الجابري، ونقول هذه المناظرات كلها أسهمت في إثراء الحياة الفكرية العربية ونشرت مساحات الوعي في مجتمعاتنا.”
وأكدت سعادة الوزيرة بأن المناظرة علم وفن ومناهج وضوابط عقلية وأخلاقية وليست كما يتبادر للذهن المعاصر أحياناً، بأنها محض مهارات إلقاء وبيانٌ لغوي وإن كانت تلك من أدوات المناظرة المهمة.

واستعرضت دور مركز قطر للمناظرات في إحياء السنّة الكونية وما يفرده من منابر ومساحات للحوار كانت قد ضاقت كثيراً على أهلها، مع الاهتمام بالشباب والشابات في العالم العربي والإسلامي وحول العالم، وكيف بسط المركز شراكاته الممتددة إلى قارات مختلفة.
ولفتت أيضاً إلى لقاء سعادتها مع مديرة أهم مركز بحثي حول الدراسات الشرقية في استراليا، وتفاجأت برئيستهم عندما أخبرتها بفضل مركز قطر للمناظرات في تأسيس الفريق الاسترالي الوطني للمناظرات باللغة العربية، وقد فاز الفريق بجوائز دولية وأصبحوا يتحدثون العربية كأهلها.
وتابعت: “لقد رأيت ممن يعيش على أرض قطر من قطريين وعرباً انضموا إلى مناظرات قطر وهم لا يحسنون ضبط جملة واحدة بالعربية الفصحى، لكنني رأيتهم بعد البرنامج وقد أمسكوا بناصية اللغة بل أضيف أنني لا أعرف برنامجا آخر في قطر والمنطقة العربية استطاع أن ينهض بمستوى اللغة العربية والحجاج المنطقي كما هو الحال مع مناظرات قطر.”
وأشارت سعادتها عن إطلاق المركز برنامج ماجستير الفريد من نوعه مع جامعة الزيتونة في تونس والذي يُعنى بالمناظرة في التراث الإسلامي والفقه المقارن، :” هنيئاً لمؤسسة قطر هذا الإنجاز ودعواتي لمناظرات قطر بمزيد من النجاح والتقدم”.
مثمنة المؤتمر: “إنني لا أدري أياً من الجَلسات أحضر، فكلها تبدو شائقة ومهمة حتى لقد تمنيت أن أعود طالبة على مقاعد الدراسة لأنهل من هذه الجلسات ومن علم كل الأسماء المتميزة التي جاءت من شتى البلاد إلى الدوحة.”
متقدمة بالشكر للقائمين على المؤتمر وموجهة دعوتها للجميع بنقاشات مثمرة تُعيد علم المناظرات إلى مكانه الطبيعي في حياتنا الفكرية والثقافية والدينية.
الدكتورة حياة معرفي
وفي الكلمة التي قدمتها الدكتورة حياة عيدالله معرفي – المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر – في افتتاح المؤتمر بعد أن رحبت بسعادة الشيخة / هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر وأصحاب السعادة والضيوف على حضورهم
أعربت عن فخرها بالمساهمة في غرس البذرة الأولى لمناظرات قطر عند تشكيل سنة 2008 – بتوجيه من صاحبة السمو / الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله – أول فريق وطني يمثل دولة قطر في بطولة العالم لمناظرات المدارس باللغة الإنجليزية، وقالت :”ها نحن اليوم قد أصبحنا أحد أهم المؤسسات المعنية بالمناظرة والحوار في العالم أجمع، حتى باتت تجربتنا محط الأنظار، والمُحدد لمعايير إنشاء الجديد من المنظمات والكيانات في عالم المناظرة، فكان لنا شرفُ نشر رسالة إثراء الحوار وتمكين العقول عبر تنظيمنا واستضافتنا لأكبر البطولات الدولية والقارية في مناظرات المدارس والجامعات باللغتين العربية والإنجليزية، فاستضفنا بطولة العالم للمناظرات باللغة الإنجليزية عام ألفين وعشرة، وما لبثنا بعدها أن أطلقنا النسخة الأولى من البطولة الدولية للمناظرات باللغة العربية عام ألفين وإحدى عشر، تبع ذلك إطلاق برنامج سفراء مناظرات قطر، وأكاديمية النخبة، وأكاديمية مسار، وجائزة رواد المناظرة لنسعى بكل جهدنا لنشر رسالتنا السامية.
وتابعت الدكتور حياة :”بعد النجاح الكبير الذي حققناه في مركز مناظرات قطر في مجال المناظرة التنافسية، وبعد اتساع شريحة المستفيدين من برامجنا وأنشطتنا التعليمية لتشمل أكثر من 500 جامعة ومدرسة و80 دولة وآلاف المشاركين من متناظرين ومحكمين وتربوين وأكاديميين، عزم مركز مناظرات قطر على رفد برامج المناظرة التنافسية ببرامج أخرى تكمل بعضُها بعضاً وتتيح لمجتمعنا الحصول على أكبر منفعة ممكنة.

مضيفة :” بدأنا قبل أكثر من خمسة أعوام بعقد الشراكات مع الجامعات داخل دولة قطر وخارجها لطرح مقررات جامعية حول فن المناظرة والتفكير الناقد، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر” مقرر المناظرات لطلبة كلية الشرطة في قطر”، والتعاون مع مؤسسات أمريكية عريقة مثل جامعة يوتا وجامعة ويسترن كنتاكي وغيرها من الجامعات في طرح مقررات توظف المناظرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ثم تكللت جهودنا بشراكة نوعية مع جامعة الزيتونة في تونس لتصميم وإطلاق برنامج ماجستير هو الأول من نوعه تحت عنوان: “فن المناظرة في الفقه المقارن“، كما أطلقنا الصيف الماضي زمالة مناظرات قطر البحثية لرعاية الباحثين المهتمين في تطوير المعرفة في مجال المناظرة، في برنامج متكامل يمتد لعامين يوفر لهم كافة الموارد اللازمة لتكريس الجهود في البحث العلمي متداخل التخصصات،
مشيدة بأهمية التجمع الطيب بانطلاق النسخة الأولى للمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار ليكون ملتقى الباحثين والأكاديميين والمدربين والمتناظرين، نواة شبكة أكاديمية تدرس تجارب الحوار والمناظرة في ماضيها وحاضرها، وتزود المركز بنظرة أعمق وأدق وأشمل تمهد لنا طريقنا نحو المستقبل.
مثمنة الدعم الكبير من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع للمركز الذي حمل على عاتقه تمكين الأجيال واستكشاف المواهب والإمكانيات وتوظيفها لإحداث التغيير الإيجابي الذي تحتاجه مؤسساتنا وبلداننا،
مضيفة :” عمل المركز على بناء نموذج عربي للمناظرة والحوار منفتح على مختلف الثقافات، يضع للحوار قواعد تنظيمية وأخلاقية ويمنح المشاركين برامج بناء قدرات في التفكير والنقد والتحليل إلى جانب مهارات التعبير والتقديم، باكورةٌ من البرامج والتدريبات كان من خلالها المركز عراب هذا الفن ورائده عربياً، حتى أصبحنا نرى العديد من الوزارات والهيئات والشركات توظف تدريبات المناظرة من أجل بناء قدرات كوادرها وموظفيها.
مبينة أن المناظرة ليست حكراً على قاعة التناظر والمجال الثقافي، بل يمكنها التفاعل مع مختلف المجالات والتخصصات العلمية والعملية والحياتية، فساهمنا في تدريب المعلمين على توظيف استراتيجية المناظرة في قاعة الدرس، ودربنا العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين، وساهمنا في تطوير مهارات التواصل عند الكوادر الأمنية، ووفرنا برامج متخصصة للعاملين في السلك الدبلوماسي، فمن منظورنا، يعد هذا المؤتمر فرصة لخلق هذه التوأمة بين المناظرات والقطاعات المختلفة، لنبني على ما حققنا ولنجعل الوتيرة أعلى والأثر أكبر.
وقدمت تحيتها لكل قائد ومسؤول من صناع القرار، وكل معلم أو مدرب، طالبا للعلم أو باحثا، على جليل دوره في رفد الأمة بالعقول المفكرة والنجيبة، والقامات المبدعة والفاعلة، وقالت :”صناعة النهضة تبدأ من هنا، من هذا الجمع الكريم، يسعدني أن أرى وجوه الشباب المتناظرين المفعمة بروح النقاش والمحاججة لسجال العقول واشتباك الأفكار، من أجل التماس الحقيقة وصناعة الوعي.
كما أحيي جميع المساهمين في هذا المؤتمر بأوراق علمية ونقاشات وخطابات، آملةً أن ينهل الجميع من فيضكم ويبني على عصارة أبحاثكم، كما أحيي مجتمع المناظرة والحوار الحاضر اليوم وأتشوق مثلكم للمشاركة في الحوارات والعروض التي يضمها المؤتمر.
وأتوجه بجزيل الشكر والامتنان لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على دعمها المستمر لنا، ولمنتدى الدوحة – الشريك الاستراتيجي للمؤتمر – ولكل من معهد الجزيرة للإعلام وشبكة التلفزيون العربي على شراكتهم الإعلامية، ولشريك الترجمة معهد دراسات الترجمة في جامعة حمد بن خليفة، وللخطوط الجوية القطرية – الناقل الرسمي.

جولة سعادة الشيخة هند بنت حمد في المحطات التفاعلية على هامش المؤتمر
هذا وقد قامت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني – بجولة على مختلف المساحات التفاعلية والمحطات المتنوعة اطلعت خلالها على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر في نسخته الأولى،وتوقفت سعادتها أمام كل محطة تستمتع مع أصحاب السعادة إلى رحلة الضيوف مع المركز ودوره في حياتهم ، كما شاهدت جانبا من الأنشطة .
هذا ويعتبر المعرض فرصة للتعرف على إنجازات مركز مناظرات قطر منذ تأسيسه عام 2008 إلى الآن ،
يسعى المؤتمر إلى توجيه البحث العلمي نحو إيجاد حلول من خلال مناقشة القضايا الأكاديمية ، والاستفادة من النتائج البحثية لتطوير النتاج المعرفي في مجالات المناظرة والحوار ، إضافة إلى التوسع في البرامج البحثية ونشر هذه الثقافة بما يخدم مجتمع المناظرات حول العالم من المهتمين وطلبة الدراسات العليا.
اترك تعليقا