Info
AR اللغة AR
Side Menu
مؤسسة قطر تناقش مستقبل العلاقات الخليجية في “واحة الحوار”
February 25, 2020 0

مركز مناظرات قطر ينظم الحلقة الأولى من واحة الحوار عن العلاقات الخليجية

الدوحة، قطر ، ٢٥ فبراير، ٢٠٢٠: أجمع عدد من المفكرين والباحثين في قطر، وسلطنة عُمان، والكويت، على أهمية تقليص الفجوة بين الشباب وصنّاع القرار العربي بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص، وإتاحة الفرصة لهم لتبادل وجهات النظر ومناقشة الأفكار وتعزيز الحوار، والتشديد على دور العقلانية، وتمكينهم من المضي قدمًا في مسار التنمية المستدامة، من خلال بناء المجتمعات المدنية، على الرغم من العقبات والأخطار المحدقة المتعلقة بمستقبل المنطقة.

جاءت هذه المخرجات نتيجة لنقاش شهدته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في “واحة الحوار”، وهي مساحة للحوار وتبادل الأفكار والأطروحات، نظمها مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر، واستضافها ملتقى (مركز طلاب جامعة حمد بن خليفة) بمشاركة مجموعة من المتحدثين الرئيسيين من دولة الكويت، وسلطنة عُمان، ودولة قطر؛ بحضور السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع في مؤسسة قطر، والدكتورة حياة عبدالله معرفي، المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر.

مسار التنمية في المنطقة

قُبيل أيام من استضافة المدينة التعليمية أيضًا سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، في حوار مرتقب يتناول أمن الدول الصغيرة وتجارب دولة قطر على مدار 1000 يوم من الحصار؛ استضافت “واحة الحوار” الدكتور فيصل أبو صليب أستاذ مشارك في قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، ومدير برنامج الدراسات العليا في قسم العلوم السياسية بالجامعة؛ والدكتور محجوب الزويري أستاذ تاريخ إيران المعاصر وسياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، ومتخصص في قضايا إيران والشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية؛ والدكتور عبدالله باعبود، أكاديمي عُماني مختص في الشؤون الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط.

سلّط النقاش الضوء على مستقبل العلاقات الخليجية، من خلال طرح إشكالية مستقبل العلاقات الخليجية، التي شملت مجموعة من المحاور أبرزها الدور المجتمعي للإصلاح، وكيفية تفادي الأزمات، وإدارة الاختلاف في الرؤى والمحاور، ناهيك عن المنافع والأضرار الاقتصادية المرتبطة بمسار العلاقات الخليجية، إلى جانب مناقشة الخارطة الجيوسياسية بالخليج وأثرها على العلاقات، ومنظومة الأمن الخليجي، والإقليمي أيضًا.

خلال “واحة الحوار” التي قدّمتها العنود الكواري، خريجة جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وأدارها الباحث عبد الرحمن المري، تم عرض آراء بعض المشاركين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لا سيّما من الشباب، الذين تفاعلوا مع الحوار، وتبادلوا آرائهم مع المتحدثين، وهذا ما يأتي منسجمًا مع ما جاء على لسان مقدّمة الجلسة العنود الكواري التي قالت:” هدفنا الجمع بين صناع القرارات والمفكرين والشباب ومناقشة كل ما هو حيّ في عصرنا الحالي، وذلك بعيدًا عن التصنيفات التي تهدم فرص التواصل بين الأفراد، وتبنّي جسر بين النخبة المفكرة والمنتجة للأفكار وبين جميع أفراد المجتمع، بالإضافة إلى غرس الأفكار والحلول العلمية من خلال مخرجات هذا الحوار”.

هدفنا الجمع بين صناع القرارات والمفكرين والشباب ومناقشة كل ما هو حيّ في عصرنا الحالي، بالإضافة إلى غرس الأفكار والحلول العلمية من خلال مخرجات هذا الحوار”.

تعزيز الوعي السياسي

في واحة الحوار هذه، شدّد الدكتور فيصل أبو صليب على أهمية تنشئة الشباب الخليجي وتمكينه من المشاركة في صناعة القرار السياسي وتفعيل دوره معتبرًا أن:” الأزمة الخليجية سواء طالت أم قصرت، تبقى مرحلة عابرة في مسار العلاقات الخليجية”.

تطرّق الدكتور أبو صليب أيضًا إلى الاختلاف الذي يميّز الأزمة الخليجية الراهنة عن غيرها من الأزمات السابقة قائلًا: “جميع الخلافات السابقة بين دول التعاون كانت تُحلّ ضمن الدوائر المغلقة على مستوى القادة، أما الأزمة الحالية مختلفة لسبب رئيسي، وهي أن بعض دول الخليج حاولت الضغط في جميع الاتجاهات ومن بينها على المستوى الشعبي، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم إقحام الشعوب الخليجية في هذه الأزمة”.

أضاف:” لأول مرة أُقحمت الشعوب الخليجية في المشاركة بالقرار السياسي ليس في إطار تنموي أو بهدف تحقيق تطلعاتهم، وإنما في خلاف على مستوى القيادات؛ وهذا نتاج للتطور الذي حصل في وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، ودور أيضًا الجيش الإلكتروني. وعليه، من المهم جدًا تعزيز الوعي السياسي بين الشباب، والنتشة السياسية للشباب في دول الخليج، من خلال تفعيل جلسات نقاش بنّاء، وهادفة، كالتي تقوم بها اليوم مؤسسة قطر”.

من أجل تجاوز الأزمات السياسية في منطقة الخليج، رأى الباحث الكويتي أنه لا بدّ من بلورة تصوّرات شبابية مشتركة بين الشباب الخليجي، لكي تكون بمثابة مدخلات لصنّاع القرار، وذلك على الرغم من العقبات والتحديات، مؤكدًا على دور الحوار والمناظرات البنّاء في ترتيب أفكار الشباب وصقلها وبلورتها بعيدًا بالتعاون مع القيادات النخبوية، خاتمًا:” لا شكّ أنّ هناك أرضية جيّدة للعمل العربي المشترك، هناك عوامل نجاح لضمان استمرارية المنظومة الخليجية”.

التعامل مع تحديات تفرضها المتغيرات

بدوره، تناول الدكتور محجوب الزويري كيفية تأثير المنطقة الخليجية بقضايا المنطقة الإقليمية، والتحديات التي تفرضها المتغيّرات والتي تنعكس بدورها على الدول الخليجية قائلًا:” إن الأزمة الخليجية ليست نتاجًا محليًا بل هي إحدى المنتجات المرتبطة بالصدى والتفاعلات الخارجية، والتموضع السياسي ذات الصلة بالسياسات الخارجية”.

أوضح الدكتور محجوب طبيعة التحديات التي تواجهها المنطقة الخليجية قائلًا:” يعدّ تحدي الاستمرار في بناء الدولة بمنطقة الخليج إحدى التحديات، بالإضافة إلى تحدي العلاقات مع الدول المجاورة على مرّ التاريخ وليس ذلك وليد اليوم؛ إلى جانب التحدي الثالث الذي يكمن في صياغة السياسات الخارجية من خلال الاعتماد على القوى الدولية الكبرى، وهذا ما يفرض عدد من التحديات الأمنية”.

ختم الدكتور محجوب بالتأكيد على أهمية ضمان فكرة استدامة التنمية في المنطقة، وذلك بتقليص الهوّة في الفجوة المعرفية، في ظلّ سيل من المعلومات التي يتلقاها الشباب، وهذا ما يعزز من أهمية مواجهة التحدّي المرتبط بالهوية، وما يرتبط بذلك من تعزيز العقد الاجتماعي لمواجهة أي أخطار مستقبلية.

عمق العلاقات الخليجية

من جانبه، ركّز الدكتور عبدالله باعبود أكاديمي على العمق في العلاقات الخليجية قائلًا:” أؤمن إيمانًا عميقًا بالحاجة إلى التعاون والتكامل والاندماج بين الشعوب الخليجية والدول الخليجية، فمنطقة الخليج حيوية ومهمة نظرًا لموقعها الاستراتيجي والموارد التي تكتنزها”.

أضاف:” لقد تأسس التعاون الخليجي على أسس مشتركة على مستوى اتخاذ القرار، وتحديد الأهداف، والاستراتيجية، وكل الدول الخليجية ما زالت متمسكة بالمصالح المشتركة وبالأسس التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي والبقاء بداخله، انطلاقًا من وحدة التاريخ، والجغرافيا، والثقافة، والمصير المشترك”، موضحًا:” نحن نعيش في عالم لا يمكن للدول فيه أن تعيش منعزلة، وبالتالي الخلافات قد تقع على مستوى الأفراد، والدول، وهذا أمر طبيعي، وبالتالي من المهم تحديد كيفية التعامل مع الأزمات، وكيفية إدارتها، والاستفادة منها والعودة إلى الأسس”.

تأكيدًا على عمق العلاقات الخليجية، أوضح الدكتور عبدالله باعبود:” إن عمق علاقات دول الخليج مع بعضها البعض هو عمقها العربي لضرورة اعتمادها على نفسها وما لديها من إمكانيات للحفاظ على كياناتها واستقلالها ومقدراتها؛ بالإضافة إلى العمق الثاني وهو العمق العربي من خلال جامعة الدول العربية الأخرى، والعمق الإسلامي كجزء من مجموعة إسلامية؛ وجزء أيضًا من منظومة دولية، تسعى من خلالها إلى التعاون من أجل لفظ السلم والأمن في المنطقة”.

خلص الباحث العماني في حديثه بالقول:” نحن منطقة تعيش في القرن الواحد والعشرين بكل تجليته ولكننا ما زلنا نفكر بعقلية القرون الوسطى، حيث ما زلنا نعيش إرهاصات التاريخ السياسي، وإذا لم نعمل على تغيير ذلك فإننا سنستمر في هذه المأساة للأسف الشديد”.

نموذج جديد لإدارة الحوار

قالت السيدة مشاعل النعيمي رئيس تنمية المجتمع في مؤسسة قطر:”تهدف واحة الحوار إلى إيصال أصوات الشباب وتعزيز ثقافة الحوار والتفكير النقدي البنّاء وإبراز أهمية الاختلاف في التعامل مع التحديات المستقبلية”.

أضافت السيدة مشاعل النعيمي:” من المهمّ التركيز على توفير لغة مشتركة للتواصل بين الخبراء من قادة الفكر والشباب من مختلف الثقافات بعيدًا عن قاعات الدراسة، وفي إطار بيئة أكاديمية مفتوحة تنبض بالحيوية، كتلك التي نوفرها في مؤسسة قطر من خلال المدينة التعليمية بما فيها من صروح أكاديمية ومرتكز مصممة لتعزيز المشاركة المجتمعية، وذلك من أجل مواكبة تطلعات الشباب، والحرص على تزويدهم بالمهارات اللازمة التي تمكنّهم من المشاركة في صناعة التغيير الإيجابي في المنطقة والعالم”.

من جانبها أكدت الدكتورة حياة عبدالله معرفي، المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر:” أن واحة الحوار مطلب مجتمعي من المركز وآن الأوان لتدشينه. والواحة استهدفت فئات المجتمع بشرائحه المختلفة، وفرصة تدريبية للأكاديمي بأن يصل للشباب والمجتمع في جو غير أكاديمي حر مفتوح”، مشيرة إلى أن:” واحة الحوار تشكّل بوصلة لتحويل الحوار نحو الشباب المتناظرين الذين تعلموا فنون المناظرة ونقل هذه المهارات الحوارية الأخرى التي تعلموها إلى إدارة النقاشات وإدارة الاختلاف وكيفية تقديم الأسئلة بآليات تفاعلية حول القضايا الأساسية”.

وأضافت الدكتورة حياة عبدالله معرفي:” نحن في مركز مناظرات، عضو مؤسسة قطر، نؤمن بعدم احتكار الحوار، يسعدني أن أؤكد بأننا في مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر، نعمل على إدارة مثل هذه الحوارات التي تناقش قضايا تهم المجتمعات الإنسانية ونحرص على امتلاك مكتبة غنية بالأطروحات والتوصيات تُشكل لاحقاً مراجع ومصادر تعليمية للرجوع إليها”.

هذا وتخللت الجلسة العديد من النقاشات التي أتاحت للحاضرين التفاعل وطرح تساؤلاتهم ومداخلتهم على المتحدثين، وفي هذا الصدد قالت موزة الهاجري طالبة في المرحلة الثانوية، وعضو فريق منتخب عنّابي مناظرات قطر:” الحوار مهم جدًا للشباب بشكل عام وليس فقط بالنسبة للمتناظرين لأنه يساعدنا كشباب على الخروج من دائرة المدارس والأمور اليومية البسيطة وأن نفهم العالم من حولنا فعلًا، فنحن في سنّ نحتاج فيه أن نفهم ندرك ما يدور حولنا، كوننا مقبلين على مرحلة جامعية، تليها مسيرة مهنية. قطر تحتاج العقول المفكرة التي تصنع التغيير الإيجابي، وهذه العقول تُصنع من خلال الحوار والاطلاع على الآراء المختلفة”.

كلمات مفتاحية:

اترك تعليقا

This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website. | Privacy Policy